تمتمـة 000 حب !
... ودقّت السّاعة ، وكانت دقّاتها ترِنُّ في قلبها الذي وِلِدَ للتو ؛ تقتُله لتحييه ، وتُحييه لتقتله من جديد دقّت السّاعَة وأصبحَ الوقتُ صفر ، وتجمّدَ الوقت عندَ تلكَ اللحظة ، لحظَة اللقاء ، اختلّت الموازيين في داخلها واختلَطَت الألوان . نعم ، لقد حانَ وقت اللقاء والخوف مِنَ الوداع الأبدي هو شعورٌ لازمَ الخوف من اللقاء المتكرِّر دونَ جديد لهذا القلب الذي يريد المقابِل صغيرَةٌ هيَ ، وتلكَ تجربتها الأولى التي تريدها التجرِبَة الأخيرة ؛ لأنّها تريد امتلاكَ قلبه إلى الأبد ، وأن يكونَ هو شريكَ حياتها . ربّما هي تتصوّر أنَّ تلك رغبتها الحقيقيّة ، ولكنَّ الحقيقة أنّها لا تريد أن تقعَ فريسَة هذا الحب وعاطفتها الجيّاشَة أو أن تقع فريسةً سهلة في براثِن هذا الوجه الذي ربّما أوهمها قلبها أنّها عشِقته لمجرّد كلمة حب تمتمَ بها كانت تعنِي لفتاةٍ مراهقَة الكثير الكثير
في فكرها أمواج ثائِرَة ومتلاطِمَه على صخرة عقلها الكبير – رغمَ صِغَر سنّها – تصطدِمُ بشِدَّة لترتدَّ وترتطِم في الصميم ، ولترقُد في سباتها العميق وفي القلب أمواج متلاطِمَه بهدوء على صخرَة قلبها البريء النقـي ولكم خشِيَت أن يكونَ قلبها كتفاحةٍ له يُقشِّرَها ويأكلها ثمَّ ينام لتسألهه بعد أن يستيقِظ كيف كان طعم قلبي وأينَ هوَ الآن ليصدمها بإجابته : من أنتِ وما هو قلبك ? أنا لا أتذكّر !!!
كانت تجتاحها الرغبة في لقياه ... ويجتاحها الهروب ، وفي كلِّ الأحوال كانت تجتاحها الرغبة ... في الهروب ! أهوَ الخوف الشديد من أن تلوَّث صفحات حياتها البيضاء بما يُدنسها ، هل هو الخوف من أن تُغتصَب فيها الطفولة والبراءة التي تسكُن كلَّ فتاةٍ تخشى على أخلاقها وقلبها النقي ، أهوَ الخوف من فقدان مَن عشقتـه ( كما شعرَت ) والخوف مِن أن تكون هي أو هوَ نزوَه عابِره ، أو لحظَة طيش ، أو مُجرّد استراحة لمتابعة السير بعدها إلى المحطّة الرئيسيّة لقد كانت تعيش صِرَاعَاً كبيراً بين عشقها لذاتها ، وعشقه ؛ لأنّها كانت متأكِّدَة أنّه لا يمكِن مهما أحبّته أن تعتبِره كروحها أو أن تقول ذات يوم هي وهو شخصان متّحدان في جسَدٍ واحِد فصوت العقل كان يصرخ في داخلها بتلكَ الحقيقة ، فهيَ أُنثى وهو ذكر ولا يمكِن أن يجتمِع الضدّان في جسد واحِد لكن لو كانَ صادِقَاً فبكلِّ تأكيد ستعتبره حكماً توأم روحها لأنّهُ يستحق عندئِذٍ قلبها النقي بكل الحب الذي أحبّه له !
فالتوهّم الذي يوقعنا القلب فريسَةً في شراكه هو الأخطر ؛ لأنّ خداع قلوبنا لنا بتوهّمها حب شخص ما سيفرِضُ على المُحِب قانوناً ملزِمَاً في مواده ، وقاسِيَاً في أحكامِه ، فيتناسى الكثير من القيم ، ويتجاهل العديد من الحقائِق ، ويُعطِّل صوت العقل والمنطِق داخله بما لايتعارَض مع مستلزمات حبّـه لهذا الشخص فيرى عيوبه حسنات ، وربّما لم ينتبِه لها في غمرَة هيامه به ، وبكلِّ تأكيد لن يكرهه ولن يقتنِع بعيوبه ، ولن يرى صورته الحقيقيّة مهما حذّره الآخرون ، الأمر الذي سيجعله - ولكونه مريضاً نفسِيّاً بسرطان الضمير أخطر أنواع الأمراض النفسيّة – يحاوِل أن يستغلَّ توهّـم قلبها بأنّها تحبّه وهو يظن أنّه وهّمها بحبه لها ؛ إنّما الحقيقة أن قلبها هو الذي خدعها ... وإن لم يخدعها فستدرِك حقيقة هذا الشخص ومهما حاوَل خـداعها في تمثيل دور المُحِب لها فلن ينجَحَ ؛ لأنّها حينَئِذٍ ستستمِع إلى صوت العقل والقلب معاً !!!